خدمات قنصلية كل سبت وأحد والعطل الرسمية ببرشلونة.

كتالونيا7/24.

تفتح المصالح القنصلية العامة للمملكة المغربية ببرشلونة أبوابها في وجه جميع المواطنين  كل يوم سبت وأحد وكذا أيام العطل الرسمية من أجل تسهيل تسليم وسحب البطاقة الوطنية وجواز السفر، وكذا طلب جواز المرور، بالإضافة لبعض الخدمات الخاصة بمصلحة العدول، وبعض الإجراءات الإدارية ذات الطابع الإستعجالي.

تأتي هذه الخدمات الإستثنائية التي تبدأ مع إنطلاق عملية العبور “مرحبا” لسنة 2022، والتي تهدف لتجويد الخدمات القنصلية وتقريبها من مغاربة العالم. بعد طرح وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، يوم الاثنين 30 ماي 2022، بمجلس النواب، في جلسة عمومية خصصت للأسئلة الشفوية، الذي تحدث على إنخراط الوزارة  إلى جانب باقي السلطات والفاعلين الحكوميين والمتدخلين الآخرين، في العمل على تنسيق الجهود وتحضير الشروط الملائمة لإنجاح عملية “مرحبا 2022”.

وقال السيد بوريطة، أن تأطير عملية إستقبال مغاربة العالم يتم بشكل مكثف على مدار الأسبوع، ذهابا وإيابا، بمتوسط 35 ألف شخص و4500 مركبة يوميا، ويصل هذا العدد إلى 66 ألف شخص أسبوعيا في فترة الذروة، مما يتطلب تدخل العديد من الفاعلين.

ورجح السيد الوزير أن تعرف عملية العبور “مرحبا 2022” تزايدا ملحوظا في أعداد الوافدين بالمقارنة مع السنتين الماضيتين.

وبخصوص التدابير، التي تشتغل عليها الوزارة مع باقي الفاعلين، أشار الوزير إلى أنها تنقسم إلى خمسة محاور يتمثل الأول في “تجويد الخدمات القنصلية لمواكبة عملية مرحبا 2022″، لاسيما من خلال إحداث “خلية يقظة مركزية” على مستوى الوزارة لتتبع سير عملية العبور بالتنسيق مع سلطات بلدان الاستقبال والسلطات المغربية المختصة ضمن اللجنة الوطنية، والتعبئة الاستثنائية لمصالح قطاع المغاربة المقيمين بالخارج لمواكبة واستقبال المرتفقين من مغاربة العالم.

ويشمل هذا المحور أيضا افتتاح و كالات قنصلية متنقلة في موانئ العبور من بداية العملية إلى نهايتها لتقديم خدمات إدارية وخدمات الإرشاد والمساعدة بشكل مستمر، وتعزيز الموارد البشرية والمادية للمراكز القنصلية، خاصة بإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا، بأعوان ومستخدمين عرضيين خلال عملية العبور وتأمين المداومة أيام السبت والأحد وأيام العطل الرسمية بالمراكز القنصلية، وتنظيم الأبواب المفتوحة خلال عطلة نهاية الأسبوع وأيام العطل ببلدان الاستقبال، وذلك لتيسير الحصول على الخدمات القنصلية لفائدة أفراد الجالية.

كما يتضمن تدعيم مركز الاتصال القنصلي للتعامل مع طلب المواطنين المتزايد على المعلومة والاستجابة بالعربية ولغات بلدان الاستقبال، فضلا عن الاستمرار في الإصلاحات الهيكلية التي تقوم بها الوزارة على مستوى تنزيل مخطط الإصلاح القنصلي من خلال الانتقال التدريجي نحو الرقمنة والسعي لتطوير الأداء القنصلي.

أما المحور الثاني، يضيف الوزير، فيتعلق بـ “الانسيابية في حركية التنقل”، وقد عرف اعتماد مخطط للنقل البحري يعبئ 32 سفينة على مجمل الخطوط البحرية التي تربط الموانئ المغربية بنظيرتها في كل من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا، وذلك بطاقة استيعابية أسبوعية تناهز 478 ألف مسافر و123 ألف سيارة، كما تم تفعيل الحجز المسبق للتذاكر، قصد معرفة عدد المسافرين مسبقا واتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان الانسيابية. وتمثل الخطوط البحرية مع إسبانيا 95 بالمائة من المسافرين خلال عملية مرحبا.

أما بخصوص النقل الجوي، يضيف السيد بوريطة، فقد تمت تقوية العرض من خلال الزيادة في عدد الرحلات بالنسبة للخطوط التي تعرف إقبالا كبيرا خلال هذه الفترة، وفتح خطوط جديدة استثنائية تربط بين مدن المملكة وعدد من بلدان الإقامة، مضيفا أن النقل البري، من جهته، تميز بـالترخيص لمجموعة جديدة من الشركات لتشغيل حافلات نقل المواطنين المغاربة المقيمين بأوروبا، كما تم وضع دليل حول شركات النقل البري المعتمدة، وكذا دفتر تحملات خاص.

وبالنسبة للمحور الثالث المتعلق بـ “تعزيز البنيات التحتية واللوجستية والخدمات”، أكد السيد الوزير أنه تم تخصيص مبلغ مالي يقدر بـ 200 مليون درهم لتطوير وتدبير وتحديث الموانئ، منها 157 مليون درهم لميناء طنجة المتوسط، كما تم تنفيذ برنامج يهدف إلى تطوير آليات الاستقبال وتعزيز الخدمات، مشيرا إلى أن مؤسسة محمد الخامس للتضامن وضعت، بتعليمات ملكية، مخططا خاصا تم بموجبه تحديث ما يناهز 20 مركزا للاستقبال، منها 14 داخل التراب الوطني، و6 في الخارج، وكذا تعبئة 1200 من العناصر البشرية المؤهلة والمتخصصة، تشمل 300 إطار طبي، و800 مساعد اجتماعي، و100 متطوع.

وفيما يتعلق بالمحور الرابع الخاص بـ “السلامة والأمن”، سجل الوزير، أنه تم توفير الموارد البشرية الكافية لتأطير عملية العبور خلال الفترة الصيفية من خلال تعبئة العدد اللازم من عناصر الأمن والجمارك والدرك والقوات المساعدة، وتعزيز آلية المراقبة كصيانة وتجهيز المعابر الحدودية بمعدات الكشف الإلكتروني والماسحات الضوئية.

وبخصوص الأمن الصحي، أشار الوزير إلى أنه سيتم تسهيل عودة المغاربة المقيمين بالخارج إلى أرض الوطن، حيث وضعت السلطات المغربية المختصة بروتوكولا صحيا ميسرا ومرنا يتمثل في شرط التوفر إما على شهادة التلقيح أو على كشف سلبي لاختبار كوفيد تم إجراؤه قبل 72 ساعة من موعد السفر.

وحرصا منها على توفير سبل الوقاية من انتشار محتمل لفيروس كورونا أو أي مرض آخر، يضيف السيد بوريطة، ستعمل السلطات المغربية على ضمان توفير طبيب ومكان للعزل عل متن كل باخرة.

أما المحور الخامس الخاص بـ “التواصل والمواكبة الإدارية خلال فترة الإقامة بالمغرب”، فقد أوضح السيد بوريطة أنه سيتم تفعيل الشباك الخاص بالمغاربة المقيمين بالخارج لدى الإدارات والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية، وتنظيم احتفال باليوم الوطني للمغاربة المقيمين بالخارج، الذي يصادف 10 غشت من كل سنة.

وأشار إلى أنه سيتم إعداد برنامج ثقافي متنوع بالمغرب لفائدة مغاربة العالم من طرف مختلف المتدخلين، حيث سيقوم قطاع المغاربة المقيمين بالخارج بتنظيم النسخة الصيفية من الجامعات الثقافية بمدينة طنجة، بمشاركة 50 شاب وشابة.

وأضاف السيد الوزير أن كل التدابير والإجراءات، التي تعمل الوزارة على تنفيذها في إطار اختصاصاتها أو المساهمة فيها بجانب قطاعات حكومية ومؤسسات وطنية وكافة المتدخلين، تعد ترجمة للرؤية الملكية السديدة ولتوجيهات جلالة الملك لتجويد الخدمات المقدمة إلى الجالية المغربية بالخارج والنهوض المستمر بظروف استقبالها.

ودعا السيد الوزير، بهذه المناسبة، إلى بذل المزيد من الجهد ومواصلة العمل لتطوير هذه التجربة الفريدة، للرقي بها إلى مستوى انتظارات جلالة الملك والإسهام في تعزيز روابط الجالية المغربية بمختلف أجيالها بالوطن الأم.

وأوضح السيد بوريطة أن الكل يتعبأ من خلال تسهيل المساطر الإدارية عند العبور وتحسين الخدمات على متن البواخر والطائرات وفي الطرق التي يستعملها أفراد الجالية المغربية، مؤكدا أن عملية مرحبا تعتبر نموذجا للتعاون الجيد بين المملكتين المغربية والإسبانية.

 وقال السيد الوزير إن هذه العملية تمثل شهادة حية على الارتباط الوثيق الذي يجمع المغاربة المقيمين بالخارج بوطنهم الأم، حيث تمكن سنويا ما يقارب 3 ملايين مواطن مغربي من الرجوع إلى أرض الوطن وزيارة أهاليهم.

وأشار السيد بوريطة إلى أن عملية “مرحبا” تشكل تحديا لوجستيا وتنظيميا وأمنيا فريدا على مستوى أوروبا وإفريقيا والمتوسط، و”يكاد يكون منقطع النظير على الصعيد العالمي”، مسجلا أنها تشكل أيضا فترة الذروة للعمل القنصلي، مما يتطلب تكثيف وتعزيز الموارد البشرية والمادية والتنظيمية للشبكة القنصلية للمملكة.

وأكد السيد بوريطة أن عملية مرحبا تعتبر رهانا اقتصاديا مهما حيث تساهم في انتعاش القطاع السياحي والفندقي والنسيج الاقتصادي بشكل عام، ليس في المغرب فقط، بل في مجموعة من دول العبور، مشددا على أنها تتم في سياق خاص، فهي الأولى من نوعها بعد التحسن الملحوظ للحالة الوبائية المرتبطة بأزمة كوفيد-19، وبعد سنتين من التباطؤ القسري للعبور جراء تداعيات الجائحة والتدابير الاحترازية التي رافقتها.

 وسجل السيد بوريطة أن عملية مرحبا لهذه السنة تتزامن أيضا مع تنزيل خارطة الطريق المعلن عنها في البيان المشترك المغربي-الإسباني عقب استقبال جلالة الملك محمد السادس لرئيس الوزراء الإسباني في 7 أبريل 2022، والذي أشر على مرحلة جديدة في الشراكة المغربية-الإسبانية، وتأكيده على إعادة الربط البحري للمسافرين، وانطلاق الاستعدادات المشتركة لعملية مرحبا.

 

اترك تعليقا