زموري وراسي مرفوع.

خالد اورحو/ الخميسات.

شكلت مدينة الخميسات خلال الايام الأخيرة موضوع نقاش الذي التفت عليه بعض مواقع التواصل بطريقة مسعورة كأني بها مثل الذئاب الجائعة التي كانت تنتظر وليمة حتى ولو كانت من الجيف لتسد بها رمقها وتشيع به شهيتها وغريزتها المتوحشة المتأصلة فيها، بعدما عجزت على صيد الطريدة الحية، وبما ان الموضوع لم يكن سوى إحدى النوازل التي دأب الراي العام على سماعها هنا وهناك مع تغيير الممثلين بتغير المشهد والاحداث وكيفية الترويج للنازلة يزيد او ينقص من حدة التفاعل حسب الطلب.

كيفية الإخراج، ابتدأ الهمس واللمز بقطرات من الجمل على منصة الفيسبوك تلمح الى وجود فضيحة أخلاقية بطلها كلب مدرب على ما يبدو على ممارسة الجنس مع بني البشر وفتيات يتم استغلالهن بمقابل مادي، والفاعل الأساسي في اللعبة حسب الروايات الرائجة هو شخص ثالث ذكروه ولمحو اليه بوالده (وهو أمر مقرف) يخالف كل تقاليد الكتابة الصحفية المهنية، لأنه في هذه الحالة يتم اشراك عنصر لا علاقة له بالموضوع النازلة، وعنصر رابع يقال هو صاحب الفيلا المكثرات التي كانت بمثابة أستوديو التصوير.

بعد ذلك أصبح الموضوع منتشرا على الصعيد الوطني وحتى خارج الحدود الجغرافية للمملكة بسبب على ما يبدوا تواجد عدد من أبناء الخميسات خارج ارض الوطن وتوصلوا بدورهم بالخبر ومن بعد تم ترويج عدد من الأوديوهات والتصريحات هنا وهناك، لتدخل بعض مواقع السوشل ميديا المتخصصة في الفضائح على الخط والتي قاربت كالعادة هذه النازلة بطريقة خالية من كل مهنية هدفها الأول والأخير هو السبق لحصد عدد كبير من المشاهدات، خاصة وان جزء من هذه المنابر والمواقع اصبح مرتبط عند المغاربة بقضايا يقال عنها خارقة كقصة الأسد وامي فلانة وفاطنة بنت الحبس والجوكر وعلال القادوس وقبلهم قصة كنز جبل سرغينة الى غير ذلك من القصص والاخبار المحبطة التي تروج للهزيمة والانكسار والبؤس …

وباستعراضنا لهذه المعطيات إلا لكونها تدفعنا مرة أخرى لمساءلة السياسات العمومية وما تنتجه من فشل على جميع الأصعدة، أضف الى ذلك الطبيعة البشرية التي يصعب التحكم فيها خاصة بعد ظهور الفضاء الرقمي وانتشار وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي، مما يجعل بعض الفئات المجتمعية عرضة للابتزاز الذي يمكن ان يصل بسهولة حد الاستغلال الجنسي والاتجار في البشر الذي يعد جريمة خطيرة يعاقب عليها القانون باشد العقوبات.

لهذا قبل الإدانة او التشفي يجب البحث في هذه الظواهر لفهم الخلفيات الدافعة الى نشوء مثل هكذا ممارسات تظهر مخالفة للقيم الإنسانية حتى نتمكن من فهم ما يقع داخل مجتمعنا ومناقشته بكل جرأة وشجاعة بغرض توفير الحماية والتربية المواطنة بطريقة علمية دون رقابة قبلية من اجل تمكين الناس بحبل من اليقظة والوقاية من الوقوع في مثل هذه الممارسات التي تعد مخالفة لقيم الانسان، والضرب من حديد على ايدي كل متورط بشكل مقصود ومفكر فيه ممن يستغلون الشباب والفتيات والايقاع بهم في مسار لا يقدرون خطورته وما سيترتب عنه من إساءة ونتائج، عوض ان نحول بجرة قلم الضحية الى جاني او وضعهما في نفس الخانة.

وسأقولها جهارا وبصوت مرتفع لتجار المآسي، ان مدينة الخميسات تتوفر على اكثر من قصة ناجحة وتجارب فاضلة نحث مساراتها عدد من النشطاء والنشيطات وما اكثرهم في مجالات مختلفة، وما عليك الا أن تفتح عينيك عليها لترصدها من اول نظرة، فيكفيني ما ينجز على مستوى الرياضات الجماعية والفردية والفعل الجمعوي ونشطاء البيئة، ولن استحيي إذا ذكرت بكل فخر بعض الأسماء والمبادرات، وما تؤلفه ثلة من الكتاب المحليين في مجال القصة والرواية والشعر والزجل والمسرح باللغتين الامازيغية والعربية، لكن أعداء النجاح من الفاشلين لن بقدروا على مجاراة هذه النوع التفكير، لأن مستواهم لا يسمح لهم بالصعود نحو كل ما هو راقي وجميل ويفضلون القعود على البراز الذين ألفوا رائحته الكريهة، وهي المكانة الطبيعة التي تليق بهم.

واختم كلامي بالقول ان مدينة الخميسات ببناتها وابنائها كانت وستبقى صعبة المراس رغم جميع محاولات طمس الهوية والضرب في تاريخها العريق لان الأصل يبقى اصل والباقي تقليد، وادعوا بعض المتسرعين الى تبني خطاب الحكمة والعقل قبل ان يخطوا أي تدوينة لأنهم بمثل هذ الممارسات يؤذون انفسهم ومدينتهم فقط، وان القضاء هو الجهة التي تملك حق البث والنظر في النوازل المعروضة الرائجة امامها فلا تحاكموا الناس اكثر من مرة.

اترك تعليقا