كم وليد نحتاج في إدارتنا؟ 

أحمد العمري/ برشلونة.

شكرا لبعض الموظفين بالقنصلية العامة للمملكة المغربية ببرشلونة الذي يحملون في قلبهم شىء من الإنسانية، إعتراف لا بد منه بعد تفاعلهم وتجاوبهم بإستقبال مواطن  مغربي تم منعه من الدخول لعدم توفره على موعد مسبق.

في ظرف اسبوع ثلاث حالات إنسانية عانت في صمت في الوقت الذي عجز المسؤول الاول النزول من برجه العالي للتواصل والإجابة على استفسارات المواطنين، او على الأقل تعيين من يقوم بالمهمة في حالة وجود حالة إنسانية تستوجب التدخل.

حالة اليوم مواطن مغربي يريد الدخول للقنصلية من اجل الإستنجاد بالمصلحة الإجتماعية لكي لا يتم دفن او احراق جثة اخيه الذي توفي بإحدى المستشفيات ببرشلونة، رفضا الحارسين الخاصين السماح له بالدخول سوى بالتوفر على موعد مسبق، او إحضار وثيقة من المستشفى الذي مات فيه اخوه تفيد الحالة، في تصريح له لكتالونيا7/24، انه عاد للمستشفى فرفضوا تسليمه اي وثيقة فاخبروه ان القنصلية تتوفر على كل المعلومات الخاصة بأخيه.

إختار الاخ الولوج لإحدى مكاتب الخدمات لطلب موعد كيفما كان يسمح له به الدخول ، في الوقت لا يوجد اي شخص يمكن التواصل معه بالبوابة، ولا يوجد سوى رد من الحارسين بناء على التعليمات التي اعطيت لهما، بعدم السماح لاي شخص الدخول ما دام لا يتوفر على موعد مسبق، وهو نفس الموقف الذي تعرض له شخص توفيت امه وجاء يرغب في الحصول على رخصة المرور للحضور لمراسيم دفن والدته، فتم منعه من الدخول، وفي نفس اليوم حضرت مغربية مستثمرة رفقة زوجها الإسباني له فروع لشركته بالمغرب، طلب منها ايضا من اجل اللقاء بالسيد القنصل وجب طلب موعد مسبق، فعادت ادراجها، بالمغربية ” دارت بناقص”.

هذه السلوكات الغير المسؤولة تزرع نوع من الحقد في نفوس بعض المغاربة، إستمعنا لحالة شاب مغربي وصل للضفة الإسبانية سباحة هو وزميله لمدة عشرين ساعة، بعد ان رماهم “حراق” في المياه الدولية، لم يتم التساهل معه لتسهيل عملية حصوله على البطاقة الوطنية، رغم ان وثائقه كبحار تفيد وتؤكد هويته المغربية حسب روايته، ولنا في إسبانيا بمراكز الإيواء تجارب عدة في التعامل مع مثل هذه الحالات الإنسانية.

بالعودة لحالة الاخ الذي كان يسابق الزمن لكن لا تحرق او تدفن جثة اخيه بإسبانيا، تمكن في الاخير من الوصول للمصلحة الإجتماعية، بعد تواصل بعض الفاعلين معها، والتي علمنا حسب مصادرنا ان هذه المصلحة بدورها كانت تبحث على احد الأقارب.

من يتحمل مسؤولية الاحداث الإنسانية التي تقع ببوابة القنصلية، ولا من يبالي، دون الحديث عن المصالح الداخلية  التي   تم إفراغها من الموظفين بتسهيل منح اكبر عدد من العطل لهم بمناسبة رأس السنة، وهي مناسبة لا يمكن منح فيها العطل للضغط الذي تعرفه المصالح القنصلية في مثل هذه المناسبات، دون الحديث عن اصحاب الرخص المرضية والتي اصبحت طريقة للبعض للإستفادة من مدد الراحة اطول.

لايسعنا سوى الهمس بصوت مرتفع، المهاجر هو من انجب حكيمي وسايس وزياش ولمرابط، و…وهو من جعل خزينة الدولة تنتعش بتحويلاتهم التي تسجل ارقام قياسية يخبرنا بها والي بنك المغرب كل مرة.

الا يستحق هذا المهاجر الذي انجب رجال ادخلوا الفرحة لمجموع الدول العربية والافريقية والإسلامية .. وليس المغربية وحدها، ومن أنعشوا إقتصاد البلاد ان يحظوا بمسؤولين في مستوى تطلعات ملك البلاد.

كم وليد نحتاج في إدارتنا؟

اترك تعليقا