لقاء بيدرو سانشيز بالعاهل المغربي الملك محمد السادس، وموقف إسبانيا من قضية الصحراء المغربية ثابت.

 

كتالونيا24.

قام رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، يومه الأربعاء 20/02/2022، بزيارة رسمية إلى المغرب، مرفوقا بوزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون، خوسيه مانويل ألباريس، عقد خلالها اجتماعا مع صاحب الجلالة الملك محمد السادس ومع رئيس حكومة المملكة المغربية عزيز أخنوش.

وهذه هي الزيارة الخامسة التي يقوم بها رئيس الحكومة إلى المغرب، وتأتي في وقت تمر فيه العلاقات الثنائية بأفضل لحظاتها منذ عقود.

وأبدى بيدرو سانشيز عزمه على تنفيذ خريطة الطريق المعتمدة سنة 2022، والتي أتاحت فتح صفحة جديدة في العلاقات بين مملكة إسبانيا والمملكة المغربية، والتي ترجمت إلى زخم سياسي على أعلى المستويات. وفي الاجتماع رفيع المستوى الذي انعقد عام 2023 والذي كان بمثابة علامة فارقة تاريخية بسبب توقيع 24 اتفاقية وإعلان مشترك تناول جميع أبعاد العلاقة الثنائية بين البلدين.

أبرز رئيس الحكومة التطور الإيجابي لنمو الاستثمارات في الاتجاهين والمبادلات التجارية، التي تجاوزت رقم 20 ألف مليون أورو لأول مرة سنة 2022. كما أبرز أن إسبانيا هي الشريك التجاري الأول للمغرب وشدد على المشاركة النشطة للعديد من الشركات الإسبانية في مشاريع واسعة النطاق في البلاد، في مجالات مثل البنية التحتية للنقل والطاقة المتجددة أو إدارة الموارد المائية.

وفي مجال الهجرة، أكد بيدرو سانشيز أن “إسبانيا والمغرب أقاما تعاونا مثاليا وأن حكومتينا تواصلان العمل في مجالات مثل الهجرة الدائرية من خلال برامج رائدة على المستوى الأوروبي”. كما سلط الضوء على العمل الأمني الذي تقوم به الدولتان في الحرب ضد الإرهاب وشبكات الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر “الذي يتسبب في سقوط آلاف الضحايا كل عام في بحارنا”.

وشدد رئيس الحكومة، من بين المشاريع المشتركة الأخرى، على التنظيم المشترك لكأس العالم لكرة القدم سنة 2030 بين إسبانيا والمغرب والبرتغال، باعتباره “فرصة عظيمة لتعزيز علاقات الصداقة بيننا”. بالإضافة إلى ذلك، ناقش مع رئيس الحكومة المغربية وضعية المشاريع المختلفة الجاري تنفيذها في مجال التعليم والتعاون الثقافي، والتي تم الترويج لها خلال العام الماضي.

وفي هذا السياق، دعا رئيس الحكومة إلى مواصلة العمل في مجالات أخرى دون انقطاع، مثل التطبيع الجمركي، وهو جزء أساسي من هذه الأجندة الثنائية الجديدة. وفي هذا الإطار، أكد بيدرو سانشيز أنه في عام 2023 تم الانتهاء من الاختبارات اللازمة بنجاح وأن “على الجانب الإسباني كل شيء جاهز لبدء التشغيل المنتظم للجمارك في سبتة ومليلية”. كما أصر على أن الهدف النهائي هو “تعزيز التجارة الشفافة والمنتظمة”.

وتم خلال اللقاءات التي عقدها رئيس الحكومة على مدار اليوم مع صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس الحكومة المغربية، مناقشة قضايا ذات طابع دولي مثل قضية الصحراء والوضع الحرج الذي تعيشه غزة، من بين أمور أخرى.

وبهذا المعنى، أكد بيدرو سانشيز مجددا لكليهما أن “موقف إسبانيا فيما يتعلق بقضية الصحراء لم يتغير”، كما ينعكس في الإعلان المشترك المعتمد سنة 2022 .

وفيما يتعلق بالصراع في الشرق الأوسط، أعرب كلاهما عن قلقهما إزاء الوضع الرهيب في غزة. وقد أصر رئيس الحكومة، مرة أخرى، على أنه “من الضروري التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن”، في الوقت نفسه أنه “يجب علينا ضمان وصول المساعدات الإنسانية”، وأكد في ما لا غنى عنه العمل الذي تقوم به الأونروا. كما دافع عن ضرورة إحراز تقدم “دون توقف حتى نتمكن من تنفيذ حل الدولتين”. وبهذا المعنى، فقد ثمن المغرب بشكل إيجابي للغاية الموقف الشجاع الذي حافظت عليه حكومة إسبانيا منذ البداية في هذه الأزمة.

اترك تعليقا