ملاحظات حول الأحداث والتعقيبات على الشبكة العنكبوتية.

عبد الحق محمد إكوديان/ إيطاليا.

لايمر حدث دون تعاليق تختلف في لغاتها وحدتها وتمكن أصحابها وفهمهم لها ولسياقها، وأضحت الشبكة العنكبوتية مطية سهلة للجميع للخوض مع الخائضين، وأفرزت سلوكات وأفردا يتفاوتون في الأسلوب والدوافع فأتاحت لمن لاعلم له بأحد فنون العلم الخوض فيه وأضحينا نرى راقصة تفتي وجاهلا بالقانون يستدرك على القاضي ومفلسا يناقش الإقتصاد وهكذا دواليك دون توقير للتخصص ورحم الله علماءنا فأغلبهم يختم حديثه : هذا والله أعلم.
فإدمان استدرار الإعجابات أضحى حقنة مخذرة من قل معجبو منشوره أو انعدموا، بات حزينا فاقدا للشهية ،
ولذلك توحي إليه نفسه باستخدام وسائل الإثارة، وأسهلها استفهامات إنكاري حول الثوابت ، فينبري من استهواه الفخ فيجادل ويخاصم، وهذا صنيع مواقع خبرية وأفراد تتلمذوا لي مدرسة الإستفزاز، وعلاج هذا بالتجاهل، فيموت المنشور في مهده ، لأن الإستفزاز غايته صرف النظر عن المهم من القضايا، والإيقاع بالبعض من حيث كشف النوايا، والتحريش واستدرار الإعجاب والمال.
وفي الشبكة قوم احترفوا الحديث في كل قضية وفن فيعلقون كتابة أو بشرائط مرئية، وقد جمعوا حولهم مريدين، اتخذوا أصحاب هذه الصفحات مشايخ زوايا لايعصونهم ما أضلوهم ويفعلون ما يؤمرون ، فينتفخ صاحب الصحة ويرى نفسه أن له ملك القضاء العنكبوتي وأنهار المعلومات تجري من تحته، فيهبط خبط عشواء في ليلة ظلماء ، وفي كل واد عنكبوتي يهيمون ، فهو يفتي في الرقص والسياسة والإقتصاد، وإن تراجعت المشاهدات أصابه الأرق فيعمد لمخالفة الثوابت لاسترجاع نسب المشاهدة.
وفي الشبكة أيضا خطر يهدد الدعاة -بأوربا خاصة -، فقد ينجر بعضهم حماسة أو حبا للظهور واستدرارا للإعجابات، إلى مسايرة القوم فيخوض مع الخائضين، فتزل قدمه بعد ثبوتها، فيقع في مخالفات شرعية أو تصريحات تحسب عليه فيدفع ثمنها من حيث لايحتسب وكل مقاله مسجل عند ذوي الإختصاص،
لقد علمنا ربنا ألانخوض مع الخائضين وأن نمر على اللغو معرضين “وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ” هذه خواطر لاترقى للحديث الأكاديمي نريد بها حلحلة الحوار وترشيده ، وفي خواطرنا القادمة لعلنا نضع مفردات ضبط التعامل مع الأحداث بما يضمن حكمة المعالجة وسلامة المقاصد والسلوك ،هذا والله أعلم.

اترك تعليقا