و في الأعطاب سرد و شجون.

رضوان الأحمدي/ كتالونيا.

تدوينة البارحة لم اقصد بها أحد لأني لا اقف عند مساويء انسان بقدر ما اريد فهم سلوكاته و اصل أعطابه، كيف تتحرك بنيته النفسية، و هل لسلوكاته اتجاه او استراتيجية واضحة الإستشكال . بالفعل بعد حديثي مع شخص صديق و لا زلت اكن له الود ، كان حديث عنيف من حيث الشكل و المضمون ، مشحون بعبارات تنقيصية و تحقيرية و قفزات خلخلت التواصل الذي ينبغي ان يكون فيه استرخاء وود القرب فأصبح عقيما فيه الكثير من الألغام ، كنا نرتقب شظاياه في كل حين . لأن العنف في تلك اللحظة إستأسد و اصبح غالب عليه طابع الإستنفار، ملطخ بنرجسية عمياء و فاقدة الإتزان. و لهذا الإنسان ليرفع من قدره يتطلب منه سنين الكفاح والإرساء. بينما السقوط الى الهاوية لا تستنزف منه الا لحظات و جيزة ليقبع في مكان لا يرغب فيه ركونا . الإنسان غريب الأطوار، هنا تتجلى خصوصياته و تميزاته.
ونا احاول ان افهم من منظور نفسي ما وقع،اجزم ان محدثي إنسان طيب، له مواقف انسانية مشرفة، لا يبخل على احد بيد المساعدة و هذا بشهادة الجميع. في خضم الحديث العنيف، عندما اقول عنيف اشير الى الإفراط في التعبير عنه كنت اذكره انه انسان طيب ،فقط ان و حشا في دواخله يرتع و يشرئب تلفظا نشزا .

لماذا ذلك الحديث تسربل في شكل عنف مفرط.؟

في كتالونيا و اتكلم عن اشباه الجمعويين، لهم حزازات لهم الكثير من الأعداء الوهميين، وخصومات تنهك طاقاتهم. مجانا يتخندقون باندفاع بليد، تنقصهم ثقافة الإعتراف، عندما يكنونا عداء لشخص يرفضون مزاياه و مهاراته، اذا كان يتوفر عليها، مستعرضين فقط مساويئه بتفخيم ذواتهم كذات ساردة،يستنفرون العشيرة لان فكرهم فكر عشائري القائم على الإنتماء تقوده المصلحة و وهم النفعية المادية او الحظوة و المجاملة يتخذونها كاسلوب تحفيزي لجلب الوفاء (La fidelización ) يريدونه تماسكا و استمرارية لطقوسهم الغريبة عن كل من له ذوق سليم ، في بعض الأحيان ينتابني الشك و اقول انهم من سلا لة بني هلال، تلك السلالة التي كانت سببا في دمار الحضارات الراقية بجهلها و بعنفها الحقت اضرار كثيرة و تفرغت الى سبي ووأد كل ما هو جميل
اذا اردت أنتهج قراءة سيكولوجية لعقدهم يمكن ان اقف عند نقطة و هي ان طالهم بما يسمى بالفرنسية La foulie à deux و تعني ان لهم وجدان معطوب ، يتضامنون مسايرة فيما بينهم و يرمون بالعداء لمن سواهم و يحاولون ايهام انفسهم انهم من ا طيب خلق الله خلقا، وينسون ان الحب له طابع كوني،هنا يكمن زيفهم ، لهم من ذهان الوسواس القهري حيزا مكتسحا ، اشراطية التواجد في كل تجلياته .
اصل العنف الذي تسلل الى حديثنا كانت تلك المعادلة، انت اما معنا او ضدنا، كما يقول المثل المغربي” انت معنا او لا مع غانا” في رمش عين يسقطون عليك خلفياتهم ، وعجزهم في فهم ذواتهم ، بترا لكل فهم سليم ، ينفون عنك الإستقلالية و خصوصياتك.

اما ما ٱستغربت منه و نفرت منه نفسي هو عندما قال لي انه يتعامل معي كإنسان ، لا يقدرني لاني أكتب او انشر افكارا بل فقط يراني كإنسان يكن لي التقدير و الإحترام. وهذا من حقه و له حرية الإختيار ، و ان ما ثار ضحمي عندما قال اني مصاب بجنون العظمة
ما استقوفني عند كلماته التي ما فتئت تتردد في اذني،هو الفردانية، عدم التضامن الى حد اللامبالاة الذي صدر منه و كأن النضال له طابع موسمي و لا دخل فيه الا ما تمليه غرائزه، و لا اتكلم عني بل عن كل الذين يحترقون وآلامهم اعصارا، ليقدموا صنيعا من افكار و مواقف تفيد الآخرين في تغيير اولا بما في انفسهم و من ثم محيطهم الأقرب .
في السبعينات عندما كان هناك مشروع مجتمع، المثقفون و المفكرين كانوا يعيشون من تضامن شريحة من المجتمع، لأنهم كانوا يشكلون بوصلة المجتمع و ضميره ، و نرى ذلك تلك الديناميكية لا زالت قائمة، فقط حولت اتجاهها الى فئة معرفية اخرى ألا و هي فئة الدعاة. فترى الداعية مستورا و له امكانيات و ظروف للتفرغ لما يعتبر نفسه اهل لها
ولهذا عندما فطنت الى ما قيل حزنت لفظاعة الفردانية و لأثر النرجسية المعطوبة ايلاما لكل جميل يمكن ان نصل اليه و نحن مفعمين بالآمال، امل التغيير، امل ان لا نجتر به الخيبات و الأعطاب كصخرة سزيف( عبرة مستمدة من الأسطورة اليونانية ) دائما ملازمة لنا في كل الأحوال و الانزلاقات المصاحبة لها. و امل المرافقة المعرفية نتشارك في الدلالات و في عنفوان الكلمة المؤثرة في النفوس التواقة الى بناء الذات و بالتالي المجتمع من حيث استعمال الإرادات التي تريد بالفعل ما يصبو اليه فلذات كبدنا من تجاوز تلك العقلية الإحتدامية والإنفعالية المجرى التي نتوما في استنساخها ، لتحل محلها عقلية توثق للتسامح وثيقة ضمنية، ان الحب عمل، ارادة، و إشادة بثقافة الإختلاف كغنى و تراكم ايجابي لكل ما يساهم في الرقي عطاء، سخاء ، للذات مراجعة و مكاشفة و للبشاعة استنفار وهنا نقول و عليكم السلام ..

في الموضوع القادم سأحاول التكلم عن الشخصية النرجسية

اترك تعليقا