كتالونيا24.
اتخذت كتالونيا خطوة مهمة في مكافحة التلوث البيئي من خلال تنفيذ مناطق الانبعاثات المنخفضة الخاصة بها. تم تصميم هذه المناطق للحد من حركة مرور المركبات الأكثر تلويثًا في المناطق الحضرية، كجزء من استراتيجية شاملة لتحسين جودة الهواء وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة. تتماشى هذه الخطوة مع أهداف الاستدامة وحماية البيئة، وتعكس التزام المنطقة بالتوجيهات التي وضعتها الاتحاد الأوروبي بشأن تقليل التلوث.
وضعت حكومة كتالونيا إطارًا قانونيًا يلزم المدن التي يزيد عدد سكانها عن 50,000 نسمة بإنشاء مناطق انبعاثات منخفضة بحلول عام 2025 كحد أقصى. كانت برشلونة الرائدة في هذا المجال، حيث طبقت منطقتها الخاصة في عام 2020، والآن تمتد هذه القوانين إلى مدن أخرى مهمة في المنطقة. من المتوقع أن تؤثر هذه الخطوة على عدد كبير من المركبات، حيث يُقدر أن حوالي 18 مليون سيارة لن يُسمح لها بالمرور في هذه المناطق خلال سنة واحدة بسبب عدم توافقها مع معايير الانبعاثات المحددة.
ستؤثر هذه القيود على المركبات التي لا تحمل الملصق البيئي من المديرية العامة للمرور. تصنف هذه الملصقات المركبات بناءً على كفاءتها الطاقية وتأثيرها البيئي. السيارات القديمة والأكثر تلويثًا، التي عادةً لا تحمل أي ملصق أو تحمل ملصق الفئة “ب” (الذي يشير إلى انبعاثات عالية من الملوثات)، ستكون الأكثر تأثرًا بهذه الخطوة.
ومع ذلك، تشمل القوانين بعض الاستثناءات. ستظل المركبات الخاصة مثل سيارات الإسعاف، ووسائل النقل العام، ومركبات الطوارئ، وبعض السيارات المعدلة للأشخاص ذوي الحركة المحدودة قادرة على المرور في هذه المناطق. بالإضافة إلى ذلك، تم تحديد فترات تكيف وإعفاءات مؤقتة لبعض السائقين الذين يمكنهم إثبات اعتمادهم على السيارة لكسب رزقهم وعدم توفر بدائل ملائمة لهم.
تم تصميم تنفيذ مناطق الانبعاثات المنخفضة في كتالونيا ليكون له تأثير كبير في تقليل تلوث الهواء، خاصة في المناطق الحضرية حيث تتركز الملوثات بشكل أكبر. من المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في تحسين الصحة العامة، من خلال تقليل الإصابة بالأمراض التنفسية والقلبية الوعائية المرتبطة بتلوث الهواء.
بالإضافة إلى ذلك، ستشجع هذه المناطق التحول إلى وسائل نقل أكثر استدامة، مثل استخدام السيارات الكهربائية، والدراجات، ووسائل النقل العام. كما تعمل الحكومة الكتالونية على تقديم حوافز لشراء المركبات الأقل تلويثًا وتحسين البنية التحتية لدعم هذا التحول.
رغم الفوائد البيئية، فإن إنشاء مناطق الانبعاثات المنخفضة في كتالونيا أثار بعض الجدل. انتقد بعض القطاعات هذه الخطوة، مشيرين إلى أنها ستؤثر سلبًا على الأعمال الصغيرة والأشخاص ذوي الدخل المحدود الذين قد لا يتمكنون من استبدال سياراتهم بمركبات أقل تلويثًا.
ومع ذلك، تدافع السلطات عن هذه الخطوة باعتبارها ضرورة ملحة للوفاء بالتزامات البيئة وتحسين جودة حياة المواطنين. تم اقتراح مساعدات وخطط تمويل لشراء سيارات أنظف، على الرغم من أنه يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الحلول ستكون كافية للتخفيف من مخاوف المتضررين.
يمثل إنشاء مناطق الانبعاثات المنخفضة في كتالونيا تغييرًا مهمًا في السياسة البيئية للمنطقة. ورغم التحديات، فإنها خطوة حاسمة نحو تقليل التلوث وتعزيز بيئة أكثر صحة واستدامة. على المدى الطويل، قد تضع هذه الإجراءات كتالونيا كمرجع في مكافحة التغير المناخي وحماية البيئة.
