جالية مغاربة اسبانيا وضرورة تجاوز الخلافات الهامشية لنصرة القضايا المصيرية .

الحسين فاتش/ بلانسيا.

الثقافة هي الركيزة الأساسية التي يقوم عليها أي مجتمع.هذه حقيقة بديهية ليس بوسع احد نكرانها او القفز عليها؛ لان اي مجتمع لا تقوم ركائزه على هذه اللبنة، يبقى أعرجا ولا تستقيم مقوماته الأساسية . وللأسف الشديد ففى مشهدنا نحن مغاربة اسبانيا مظاهر ومؤشرات عديدة على وجود عجز مهول في وظيفة الثقافة وفي اداء مايسمى نخبة المثقفين باسبانيا ،نعم هناك تخمة وفائض في اعداد “الاكاديميين” و”الاعلاميين” و”المحللين” و”الباحثين” .. وهلم جرا … لكن في الواقع الملموس لا نجد لهؤلاء اي اثر في انتاج الوعي ولا في تحريك المياه الراكدة وتفتيت الأفكار السلبية في العقول المُتكلسة، بدليل ان اوضاع الجالية المغربية المقيمة باسبانيا اخذة في التدهور والتراجع من يوم لاخر، في ظل عجز هذه “النخبة” عن انتاج الوعي وتصديره إلى الجمهور وتقريبه ليكون بمثابة ضرورة مثل الغذاء والهواء .
في هذا السياق، اعتقد  أن “نخبتنا ” التى تتخذ من منصة فيسبوك قاعدة انطلاقها من حيث يتفنن الكثيرون والكثيرات في تسويق انفسهم واحيانا في النفخ في الذات اكثر من اللزوم ؛ فيما ينأى الكل عن الخوض في قضايا جوهرية ومن صميم مصلحة الجالية مثل فضح ظاهرة الفساد السياسي الذى صاحب مجيئ و اقامة الوكالات الحزبية باسبانيا من المتاجرة المكشوفة بالسياسة ومن تحويل للشأن الحزبى والنضال السياسي الى مرتع للارتزاق ومجال للاستثمار ووسيلة لااصطياد للغنائم الريعية ومراكمة الامتيازات على حساب تكريس اقصاء وتهميش الجالية والتأمر المكشوف على مصادرة حقها الدستورى في المشاركة السياسية و حرمانها من حق التصويت في الانتخابات المحلية لبلد الاقامة . وعوض انصراف نخبتنا الى عقد ندوات فكرية لنشر الوعي بكل الانتهاكات التى تطال الحقوق والمكتسبات على يد سماسرة وتجار السياسية وعوض ان تقوم مقام الحوانيت الحزبية وجمعيات الكسكس والمرقة في انجاز بحوث ودراسات وصياغة تقارير ادبية لرصد كل الاختلالات التى تضر بمصالح الجالية ورفعها الى الدوائر المسؤولة .وعوض هذا وذاك فكل محصلة انتاجات نخبتنا نجدها في مجال الخوض في التجارب والحلول الدونكشوطية وفي تكريس نظرية المؤامرة والتخوين والباس اي يجرؤ على الجهر بقول الحقيقة كما هي او تسول له نفسه نشر الغسيل المتسخ لااحدهم… الا وتواجهه تهمة التخابر والتجسس لحساب جهات معينة .!!
الله يفيقنا بعيوبنا ياسادة …..

اترك تعليقا