كتالونيا24.
في بيان شديد اللهجة صدر بتاريخ 11 يوليو 2025 ـ، عبّرت جمعية العمال والمهاجرين المغاربة ATIM عن رفضها القاطع لتصريحات النائبة عن حزب VOX، السيدة دي مير، التي أبدت تأييدها لترحيل ملايين المهاجرين، مستندة إلى ما أسمته اتفاقيات بوتسدام. ووصفت الجمعية هذا الخطاب بأنه ديماغوجي منافق يهدف إلى افتعال الجدل واستفزاز الرأي العام والتحريض ضد فئات بعينها من المجتمع. وأكدت الجمعية أن ما تسعى إليه قيادة VOX ليس إلا الظهور الإعلامي وخلق حالة من التوتر والاصطدام المجتمعي، مشيرة إلى أن مخاطبة هذا الحزب بلغة الإنسانية والعدالة وحقوق الإنسان لا طائل منه، إذ لا يفهم إلا منطق الأنانية السياسية، ورفضت الجمعية الخوض في خطاب الكراهية ذاته الذي تتبناه قيادات VOX. وأضافت أن الحزب لا يفكر إطلاقًا في تبعات مقترحاته الشعبوية، بل يسعى إلى استثمار الإحباط الشعبي الذي خلّفه النظام النيوليبرالي عبر اختراع عدو وهمي وتحميله مسؤولية الفشل، وهذا العدو المصطنع ليس سوى المهاجرين. وأوضح البيان أن من يقرأ التاريخ يعرف حجم الخطأ الذي كانت عليه إسبانيا عندما طردت الموريسكيين في أوائل القرن السابع عشر، وما خلفه ذلك من دمار اقتصادي، مشيرًا إلى أن تكرار الخطأ ذاته اليوم سيكون له أثر مدمر مماثل. وانتقدت الجمعية بشدة توظيف مصطلح “المهاجر” بسطحية وغموض مقصود، إذ يستخدمه حزب VOX للإشارة إلى كل من لا يحمل أصولًا إسبانية خالصة، بمن فيهم المواطنون الإسبان من أصول مغاربية، وهم في نظر القانون، كما جاء في البيان، إسبان مثل غيرهم، بل وأكثر التزامًا بالوطن لأنهم يسهمون يوميًا في بنائه والارتقاء به. وشددت ATIM على أن خطاب VOX فارغ، متناقض، يفتقر لأي مشروع اقتصادي أو اجتماعي حقيقي، ولا يحمل سوى التحريض على الحقد والعنف، بينما تفتخر الجمعية بمسارها الذي يزيد عن 35 سنة في الدفاع عن العمال والمهاجرين، والمساهمة في بناء مجتمع عادل وسلمي يقوم على الاحترام والتنوع والانتماء الحقيقي للمواطنة. وختمت الجمعية بيانها برسالة مباشرة إلى قادة VOX جاء فيها:
“لا، السيد أباسكال، لا، السيدة دي مير، لا، سادة VOX. في هذا البلد لا يفيض المهاجرون — فجميعنا مهاجرون بطريقة أو بأخرى — بل يفيض من هم على شاكلتكم. يفيض من لا يترددون في التضحية باستقرار البلاد مقابل السلطة والربح. يفيض من يجعل من الكراهية راية. يفيض خطابكم العنصري، وكراهيتكم للأجانب، وتمييزكم ضد المرأة، وعدم تسامحكم. تفيض، بكل بساطة، نزعتكم الفاشية التي تسعى إلى إقصاء كل من لا يشبهكم أو لا يفكر مثلكم. أنتم لستم خصوم المهاجرين كما تدّعون، أنتم أعداء إسبانيا الحقيقيون.”