كتالونيا24 .
في خضم تصاعد أحداث العنف وخطابات الكراهية في عدد من المناطق الإسبانية، أصدرت الفيدرالية الإسبانية للهيئات الدينية الإسلامية (FEERI) بيانًا شديد اللهجة تدين فيه بشدة ما وصفته بـ”الانزلاق الخطير نحو استهداف مكونات دينية ومجتمعية بعينها”، مطالبة بالتحرك العاجل لحماية التعايش والسلم الاجتماعي في البلاد. البيان، الذي وقّعه رئيس الفيدرالية بتاريخ 13 يوليوز 2025، جاء على خلفية حادثتين مقلقتين: الأولى تتعلق بتنظيم مظاهرات عنيفة وممنهجة في بلدية طورّي باشيكو (جهة مورسيا)، تخللتها دعوات علنية للكراهية والتحريض، وتورطت فيها جهات محسوبة على تيارات اليمين المتطرف، والثانية تتعلق بالاعتداء على مسجد في جهة كتالونيا، تم إحراقه بالكامل في حادث وصفته الفيدرالية بأنه “جريمة تامة الأركان تستهدف ليس فقط مكانًا للعبادة، بل قيم العيش المشترك والحرية الدينية وكرامة الجالية المسلمة”. وأكدت الفيدرالية في بيانها رفضها المطلق لهذه الاعتداءات التي “تقوض أسس دولة الحق والقانون، وتضرب في العمق نسيج المجتمع الإسباني المتعدد”، محذرة من التمادي في استغلال مشاعر الخوف والألم لتأجيج الكراهية ضد فئات بعينها، وعلى رأسها المسلمون. ودعت إلى ضبط النفس وتغليب صوت الحكمة والمسؤولية، مؤكدة أن الغالبية الساحقة من الشعب الإسباني عُرفت تاريخيًا بتمسكها بقيم التعدد والاحترام والانفتاح. كما طالبت الفيدرالية السلطات المركزية والجهوية والمحلية بتوفير الحماية الكافية لدور العبادة، خصوصًا في المناطق التي تشهد توترًا متصاعدًا، داعية في الوقت ذاته إلى فتح تحقيق شفاف لمحاسبة المتورطين والمحرضين على هذه الجرائم، وفق ما ينص عليه القانون الجنائي الإسباني المتعلق بجرائم الكراهية. الفيدرالية ختمت بيانها بتجديد التزامها الثابت بقيم الديمقراطية، والاندماج، والحوار، مؤكدة أنها “لن تنجر إلى ردود فعل قائمة على الكراهية”، وأن الرد الحقيقي يجب أن يكون في مستوى اللحظة: صارمًا، متزنًا، وبمنطق بناء وطن يسع الجميع. كما عبرت عن استعدادها الكامل للتعاون مع مختلف المؤسسات والهيئات الإعلامية والمدنية من أجل التصدي لخطاب الإقصاء والتطرف، وبناء خطاب بديل أساسه الاحترام والعدالة والتنوع.
