برشلونة – كتالونيا24
في ظل تصاعد الاعتداءات على المساجد وفضاءات العبادة الإسلامية، وآخرها إحراق مسجد بلدة “بييرا” فجهة برشلونة ، سبق وأعلن رئيس جمعية “أثران العلمي السوسي” على التمييز المؤسسي العميق الذي تعاني منه الجالية المسلمة في إسبانيا، وخصوصًا في كتالونيا.
وفي ندوة نظمتها الجمعية حول التحديات التي تواجه المهاجرين ومسلمي إسبانيا، قدّم رئيس الجمعية شهادة قوية كشف فيها عن رفض سياسي صريح لبناء المساجد بصوامع، وهو ما يشكّل – في نظره – ترجمة عملية لعنصرية مؤسساتية ممنهجة.
قال العلمي السوسي: “التقيت شخصيًا بالرئيس جوردي بوجول، وقال لي بكل وضوح: لن أقبل ببناء أي مسجد. وكذلك الرئيس أرتور ماس، الذي رفض مشروع مسجد بشراكة مع فاعلين محليين. كل ذلك يثبت أن الدولة لا تريدنا أن نُرى، لا أن نُسمع، ولا حتى أن نرفع الأذان فوق مئذنة.”
وأضاف المتحدث بحرقة: “يصلي أبناؤنا في مستودعات رديئة، في محلات غير صالحة، في أماكن لا تحفظ كرامة الإنسان، كل ذلك نتيجة رفض ممنهج لتخصيص فضاءات دينية مناسبة. أليس هذا شكلاً من أشكال الإقصاء؟ أليس هذا عنصرية؟”
https://www.youtube.com/watch?v=NwHS_6A_KwY
تصريح العلمي السوسي يكتسب أهمية بالغة في السياق الحالي، خاصة بعد الهجوم المتعمد على مسجد بييرا، حيث أقدم مجهولون على إضرام النار فيه، في عمل يندرج ضمن سلسلة من الاعتداءات المتزايدة على المساجد وفضاءات المسلمين. هذا الاعتداء الجبان، الذي خلّف صدمة في أوساط الجالية، يُظهر أن خطابات الرفض والكراهية الصادرة عن بعض المسؤولين ليست بدون ثمن.
يرى مراقبون أن تصريحات السياسيين الرافضة لبناء المساجد، خاصة تلك التي تحمل مئذنة أو رمزية معمارية إسلامية، تخلق مناخًا يُشرعن التمييز ويشجع على العنف، حتى إن لم يُصرّح بذلك بشكل مباشر. فحين تُمنَع الجالية من حقها في العبادة الكريمة، ثم تُستهدف مساجدها بالحرق، فإن الأمر يتجاوز مجرد “حوادث معزولة”.
وختم العلمي السوسي مداخلته بدعوة مؤثرة: “نحن لا نطلب امتيازات، بل حقوقًا أساسية. نريد أن نصلي في أماكن تحفظ كرامتنا. نريد أن يرى أبناؤنا مسجدًا حقيقيًا، لا مستودعًا مهجورًا. هذه مسؤولية الدولة، لا مجرد مطلب من جالية مهمشة.”
