حوار جرىء بين الامس و اليوم.

ماذا تغير في جالية كاتالونيا ؟؟؟ 

ج.أ.

سألني صديق من زمن الهجرة الاولى :

ماذا وقع حتى أصبحت اوضاع الجالية على هذا السوء في علاقاتها مع بعضها؟ و نظرا للعجلة التي كنت عليها، لم نستمر كثيرا في تحليل السؤال،. و لكن بمجرد ما انصرف كل منا الى حال سبيله، طرق سمعي صراخ لم اعتده في المكان الذي كنت اتواجد فيه، و هي ساحة خضراء تزين مدخل احدى الادارات المعنية بالبحث العلمي و تشجيع المواهب بالمنح و الدعم المبرمج من طرف القطاعات الداعمة، سرعان ما تبين انه صادر عن مجموعة من الشباب، تبين من لغة سبابهم لبعضهم البعض انهم مغاربة، استعرضوا بالجملة قاموس السب و القذف المرجعي لكل السقوط في الفجر و القبح، بحمولته التربوية الفاسدة… و كان الناس ينظرون الى سحنتهم البئيسة، بتقليعات الشعر و السراويل المتسخة و المهترئة و التي نزلت الى اسف من نطاقهم، و الى قنينات الخمر و ما يشبه السجائر بين ايديهم و لا شك انهم كانوا في أشد حالات الذعر من هؤلاء السفراء الجدد للهجرة و البلاد و الجالية المقيمة منذ عقود …

ماذا سيقع بعد كل هذا، و لماذا لا تسوء العلاقات و لماذا لا تزداد سوءا ؟؟

فالاجيال الاولى قدمت الى مواطن الهجرة تحمل قيمًا بينما جاءت اخرى تحمل قنينات و جوانات

و الاجيال الاولى جاءت و عليها عهد و دين، لن تفي به إلا بالكد و الجد و هدفها ان ترعى اسرها و تحمل الى اعلى و تشرف اهلها بينما جاءت الاخرى لتستفيد و تنام و تنهب بعدما شيبت اهلها و بيعتهم مدخراتهم و اعتبرتهم علة و عالة، هي في نظرهم سبب جهلهم و مبعث اشمئزاز الناس منهم.

جاءت الاجيال الاولى تبحث عن عمل شريف، و اشتغلت في كل القطاعات الممكنة، على صعوبتها و خطورتها و كانت مؤمنة بان العمل عبادة و ان العمل وحده هو الطريق الى تحقيق الذات، و ساعد البعض البعض الاخر و آوى البعض البعض الاخر و ضمن البعض البعض الاخر و في كل الازمات كان يساند البعض البعض الاخر بينما جاءت اجيال اخرى لا ترى العمل الا للبلداء، و انها حمل على ظهور المجتمع، تلهو و تعبث، تستبيح كل شيء و لا يهمها القانون، فجعلت السجون بيوتها و يظل بعضها يقتنص الفرص للاطاحة بالبعض يتبادلون التهم و السب و يجتمعون على جرم و باطل و لا يتفرقون الا بجرم و باطل.

جاءت الاجيال الاولى تساهم في تدبير و اقتناء المساجد و اماكن للصلاة و تأتمر بما امر به الله و رسوله و بما تربوا عليه من النظافة و حسن المعاملة و الاحسان و الآجر و الثواب بينما جاءت اجيال اخرى جعلت اوكار الانحراف مزاراتها و معابدها و ملاءت الفواحش سيرتها في السر و العلن و اغتنت بها صحف الفضائح، بل و عززت قوى الاحزاب التي ركبت على الاستثناء لتجعل من الجالية المغربية مطيتها لركوب الانتخابات و تصريف خطاب الكراهية ضدها و ضد كل سياسات الاندماج.

يتبع

…..

لماذا هذا السقوط المهول في مستوى التعامل ؟

لماذا كل هذا الافلاس في الثقة بين المغاربة ؟

ربما لان التربة اصبحت ملوثة بسبب تطور و نمو المفاهيم الجديدة المتمحورة حول الاستفادة من الهجرة، بالمساعدات الاجتماعية و المنازل المستولى عليها و الخدمات المجانية والتعويضات و باندحار و تراجع المفاهيم التقليدية المرتكزة على العمل و الجهد و الوفاء و الصدق و الايمان ….

اترك تعليقا