نتائج الإنتخابات الإسبانية تعري الحزب العنصري بوكس على أنه لا يمارس السياسة بمعناها الحقيقي بل يميل الى هدم قوائم الديمقراطية.

رضوان الأحمدي/ إسبانيا.

نتائج الانتخابات التشريعية العامة أسفرت عن سيناريو بعثر توقعات الحزب الشعبي الذي بنى انتظاراته عن سرد ملحمي ولى ظهره لتموجات الدينامكية الإجتماعية التي لم يفهم اتجاهاتها عجرفة .

الفائز المتميز في هذه الإنتخابات هو الحزب العمالي الإسباني الذي قاوم الإندحار و السقوط في الهاوية لتكالب وسائل الٱعلام الموالية للقوة المحافظة و ناهبة لخيرات البلاد التي ما فتئت عن مهاجمته و تمريغ صورته في وحل الإفتراء و صناعة الكذب الممنهج . بل عكس ذلك الحزب الإشتراكي العمالي الإسباني صمد و حسن نتائجه مقارنة مع نتائج 2019 صعد من ١٢٠ الى ١٢٢مقعدا.

الخاسر الجلي في هذه الإنتخابات التشريعية هو حزب اليمين المتطرف بوكس (Vox ) الذي فقد ١٩ مقعدا الذي استقر في عقر بيت الحزب الشعبي ، يعني عودة الإبن العاق الى حضن ذويه ولهذا تصريح اباسكال فور معرفته لنتائج الإنتخابات التشريعية كان قاسيا مع فييخو ، زعيم الخزب الشعبي لانه استشعر ان واقع بوكس (Vox ) يمكن ان يلفه زوابع و تخلخل المواقع، شرط سابق لسقوطه المدوي و الذي يرتقبه المحللون ولكن لا يحددون أجله، لتداخل عوامل يشملها الغموض وعدم وضوح الخطاب الإيديولوجي، باعتبار ان حزب اليمين المتطرف هو حربائي يتلون، يزيغ عن المألوف و يتماهى مع جميع الشعارات ، وقفا ان يستميل جميع الشرائح الٱجتماعية و يستقطب غضبها و استيائها، و اهما و اياها فانه المخاطب و المعبر عن وجدانها وعن لاشعورها المكبوت نتيجة سطوة صوابية اللغة( El eufemismo ) التي ينتهجها المجتمع في تفاعلاته اليومية ليرتقي بتطلعاته الى ماو اسمى من سلوكيات و تحسين طبيعة التعاقد الإجتماعي …..

بوكس من خلال خطابه الإحتدامي أبان عن حنين الى ماض أليم، و ليس بحزب كما يجب ان يكون.له قاعدته يهيجها، وسلوك احتيالي، سطحي الخطاب، ليس عنده تصور شامل للأشياء و لا برنامج متين . اظهر على مر هذه السنين انه غير مستعد ان يتقلد زمان الأمور .يختزل المواقف، قوته في انتهازيته، يعرف كيف يوظف حالة تعب المواطنين وتذمرهم من اللامبالاة السياسين في مهاجمة خصومه و كأنه المنقذ من الضلال .

يستعمل التمويه في لغته كما نقول في المغرب،  ( يستعمل” السماوى الله يداوي”) ٠. بوكس حزب هش تتوقف استمراريته على ظروف معينة اذا تلاشت تلك الظروف سيندثر معها ذلك الحزب و هذا حدث مع الحزب الفجر، ocaso اليوناني، انه لم يعد له وجود و في ولاية قبل ان يندثر كان يحتل الرتبة الثالثة.

بوكس لا يمارس السياسة بمعناها الحقيقي بل يميل الى هدم قوائم الديمقراطية، لا عمل سياسي يضخ الحقل السياسى بحوامل معرفية يتميز به ولا ممارسات اخلاقية توطد العلاقات السياسة القائمة على المصلحة العامة تشهد له . و ما يجعل بوكس حزب هجين ، يخضع للجماعات الضاغطة التي تملي عليه خريطة طريق و اخص بالذكر Ibx35.. عندما نقول بوكس نقول الجماعات الضاغطة التي كونت ثروة في عهد فرانكو لم تحاسب بعد الدستور 1978 , و لا زالت تتمتع بامتيازات غير منطقية و التي استفادت من الخوصصة في التسعينات وبثمن بخس ومنها شركات كانت مربحة كالشركة العمومية آنذاك للكهرباء.

عندما نتكلم عن بوكس يجب ان نستحضر البنية العميقة للدولة الإسبانية ، المسألة هي اعمق من حضور بوكس من عدمه في الحياة السياسية الإسبانية…..
مشكلة اسبانيا تتجلى في القطبية،، الكراهية، و الضغينة التى لم تصرف بشكل جديد عن طريق مؤسساتها الممثلة لإرادتها.

يجب ان نحارب الآفات الإجتماعية بقوة و نستأصل جذورها بنظرة شمولية و استشراف حاضن للتناقضات رصدا لان تلك الآفات السياسية قادرة على ان تسير بالمجتمع الى الهاوية وتنعش بشكل سافر السلطوية المنسفة لفضاء التعايش السليم ..

اترك تعليقا