في البحث الاكاديمي المنجز من طرف الدكتور خابيير لوبيز فرنانديز ، نقرأ تحليلا معمقا لبدايات قيام الحركة الجمعوية المغربية باسبانيا ، من خلال دراسة حالة “رابطة العمال والمهاجرين المغاربة باسبانيا “ATIME” او “قصة” الجيل الأول من الحركة النقابية المغربية في إسبانيا. حركة يقول صاحب البحث انها تميزت ، بالعلمانية عند بدايات مشوارها ، قبل ان ينخرها الفساد لتختفي مفسحة بذلك المجال لظهور العديد من الكيانات الجمعوية ، الغير المسيّسة والدينية . هذه الدراسة يردف الكاتب تهدف إلى تحليل مسار أحد أهم جمعيات الجيل الأول من المهاجرين المغاربة في اسبانيا : رابطة العمال المهاجرون المغاربة في إسبانيا (ATIME). مسيرة اشعاع ونشاط مكثف استطاع ان يستقطب له ازيد من 15 الف منخرط ويكتسح الساحة الاسبانية لاأكثر من 15 عامًا . سنحاول تسليط الضوء على كافة العوامل الذاتية والموضوعية التى تظافرت في صناعة ظروف افشال هذه التجربة والدفع بها نحو المصير المشؤوم الذى لقيته مخلفة انطباعا سلبيا لدى الدوائر الرسمية الاسبانية التى مدتها بمختلف اشكال الدعم المادى والمعنوي… وهذا ما سيخصص له الدكتور فرنانديز حيزا واسعا من فقرات بحثه.
من البؤس الثقافي او من ثقافة البؤس حتى ، ان مثقفا اسبانيا هو من يذكرنا بمقولة المرحوم الشيخ زايد بن نهيان : “من لايعرف ماضيه لايستطيع ان يعيش حاضره ومستقبله ” ومحز في النفس ان ذات المثقف الاسبانى من يقوم مقامنا في قراءة وتحليل اوجه الخلل في احدى تجاربنا في مجال الحركة النقابية الجمعوية بما لها وما عليها .فهل يتملكنا الرعب حقا من مشاهدة عاهاتنا وعيوبنا في المراة؟ وهل نحن عاجزون الى هذا الحد عن تأسيس حالة الوعي التاريخى بماضينا وربطه بحاضرنا؟ هل نحن جبناء الى الحد الذى نخاف فيه من مواجهة تداعيات اخطاءنا وقلة تجربتنا وقراءتها قراءة صحيحة ومحاولة تشخيص واقعنا وتقديم حلول كفيلة بتقويم اعوجاجاتنا ؟