جريدة إلكترونية بإسبانيا

الحنين إلى الوطن الأم لا يموت،”موضوع مائدة مستديرة من تنظيم القنصلية الاسرائلية بكتالونيا “.

أمين أحرشيون/ برشلونة.

يعتقد العديد من المواطنين المغاربة الذين يفضلون الهجرة من المغرب والاستقرار ببلدان أخرى أن غيابهم عن المغرب لسنوات عدة سيفقدهم ذلك الإحساس بالغربة . و أنه بمجرد الاندماج مع مجتمعات أخرى و التعايش معهم سينسيهم بلدهم الأم الذي ترعرعوا فيه وتنفسوا هواءه و شربوا ماءه و استمتعوا بمناظره الخلابة و شواطئه  الرائعة ورماله الدافئة . لكن ما أن يجلسوا في خلوة مع أنفسهم حتى ترى العبرات تنهمر من أعينهم ، و عندما تستفسرهم  عن السبب ، يجيبونك أنهم يحنون إلى بلدهم المغرب ، إلى طفولتهم ، إلى جيرانهم ، إلى أصدقائهم . رغم أنهم مستقرين في بلدان الإقامة آمنين مطمئنين مع أبناءهم و أصدقائهم الجدد ، و زملائهم في العمل . إلا أن كل هذا لم يجعل مخيلتهم تمحو ذكريات السنين ذكريات الطفولة الأولى والمراهقة و الشباب . لم ينسو بلدهم المغرب باختلاف ديانتهم سواء كانوا مسلمين أو يهود أو غير ذلك .
جميعهم لم ينسوا أن هذه البقعة آوتهم واحتضنتهم و أكرمتهم ،  لذلك فهي تسكن فؤادهم ، و وجدانهم .
المغرب بلد كريم ، متفتح ، متعايش ، إن أكرمته يكرمك و إن تمردت عليه أعادك إلى جادة الصواب و احتضنك من جديد . هو المغرب هكذا كان ، و سيكون كذلك كما اعتاده أحباؤه الذين يحبونه . ملاذا لهم ، مسكنا له ، و موطنا آمنا للجميع .
مناسبة هذا الكلام هو ما حدث في مائدة مستديرة نظمتها القنصلية الإسرائيلية بكتالونيا ، التي كانت تتمحور حول حلم لم الشمل . و قد كانت مناسبة للقنصل الإسرائلي أن يستحضر الماضي الدافئ لليهود المغاربة سواء منهم الذين هاجروا إلى إسرائيل أو الذين لا يزالوا في المغرب حيث أنهم يحتفظون في ذكرياتهم بالمعروف الجليل الذي قام به تجاههم المغفور له محمد الخامس و كيف أنه حماهم من نازية هتلر . و كف أيدي النازية من الوصول إليهم و اعتبرهم مغاربة لا ينقصون شيئا عن باقي المغاربة باختلاف ديانتهم و أن أي مكروه يطالهم اعتبر المغفور له انه مكروه مصوب تجاه كل المغاربة . هذا الموقف النبيل يتوارثه اليهود المغاربة أبا عن جد و يعتبرون ولاءهم للعرش العلوي المجيد واجبا عليهم ككل المغاربة قاطبة . و في ذات السياق أعرب يهودي من أصول أب مغربي و أم ليبية أنه يحتفظ بذكرى جد طيبة سواء في ليبيا او في المغرب حيث أنه طالما اعتبر نفسه مغربيا ، حيث قال في معرض تدخله أنه يحتفظ بالعديد من الذكريات يستحيل ان تمحوها الأيام والسنون ، عاشها في بلد احتضنه و أكرمه . نفس الكلام تكرر على لسان يهودي من أصول لبنانية .
تتعدد حكاياتهم و ماضيهم الجميل في المغرب . غير أنهم يجمعون على ذكرى طيبة واحدة . و هي موقف محمد الخامس تجاههم حينما انفض العالم بأسره من حولهم و بقي المغرب يقيادة السلطان محمد الخامس مدافعا شرسا عن مواطنيه اليهود الذين آبى أن تمس شعرة واحدة منهم .

تعليقات