القنصل العام للمملكة المغربية ببرشلونة يرفض تسلم ملف نقل جثة مغربي عثر عليه ميتا تحت قنطرة.

زلات القنصل التي لا تعد ولا تحصى.

أحمد العمري/ برشلونة.

نقل جثة أي مواطن مغربي توفي بالمهجر يكلف الدولة الملايين ناهيك عن الإجراءات الإدارية التي تسبق ذلك وتتداخل فيه مجموعة من المصالح الإدارية سواء ببلد الإقامة أو بالوطن الأم.

الملايين التي تصرف على نقل جثة شخص واحد تكلف خزينة الدولة بين 30000 درهم و50000 درهم، مما جعل المملكة المغربية تتراجع عن مجانية النقل أو تحمل مصاريف النقل، ابتداء من أواخر أزمة كورونا، لكن هذا لم يمنع من تحمل بعض الحالات الإستثنائية والإنسانية.

توفي شاب مغربي في ظروف غامضة بمدينة غرونييس جهة برشلونة في ظروف غامضة، وحالة إنسانية جد معقدة، جعل مجموعة من المحسنين يتحركون للتواصل مع السيد القنصل العام للمملكة المغربية ببرشلونة الشريف الشرقاوي، لأجل تحمل المسؤولية وإرسال طلب النقل المجاني لجثة شاب مغربي كان يعاني التشرد بشوارع جهة كتالونيا، لكنه لم يتردد في رفض القيام بأي مبادرة إدارية قبل الحديث عن المبادرة الإنسانية التي لا سبيل لها سواء بمكتبه الذي يظل مغلقا في وجه العموم إلا لمن رحم ربك، أما مكتب القسم الإجتماعي فحدث ولا حرج في تعامله مع الحالات الإنسانية التي يرفض رئيس مصلحتها الإنتقال لتسهيل الإجراءات الإدارية لمن هم في وضع صحي يتطلب تنقل أحد الموظفين لتسهيل الإجراء.

لم يرفض إرسال طلب نقل جثة المغربي للجهات الرسمية بوزارة الخارجية، فقط قال لهم ” حاولوا تجمعوا ليه”، إشارة لطرق أبواب المحسنين للتبرع، وليست المرة الأولى التي يسلك فيه هذا المسلك،   بذلك يشجع بطريقة غير مباشرة الإسترزاق بالحالات الإنسانية.

موضوع جثة المغربي الذي عثر عليه ميت تحت إحدى القناطر بغرونييس، في ظروف غامضة، حسب المسطرة الإدارية المعمول بها التي كان لسعادة القنصل أن يسلكها، هو استسلام الطلب من يد أخيه الذي يشتغل كنادل بمقهى مجاورة للقنصلية، ويقوم القسم الإجتماعي  توجيه الطلب لوزارة الخارجية، مع تعزيز الطلب بمراسلة خاصة تشرح فيه الوضعية والظروف الإنسانية التي توفي فيها الشاب المغربي، وتترك الصلاحية للأجهزة الرسمية على المستوى المركزي تقرير الترخيص ومنح الدعم من عدمه.

كان حري بالسيد القنصل العام للمملكة المغربية ببرشلونة أن يصطف بجانب المواطنين في مآسيهم ومعاناتهم، بدل الإنزواء بمكتبه الذي لا يفارقه، حتى في وقت الضغط الإداري الذي تشهده القنصلية مع إقتراب العطلة التي تعرف فيه توافد المغاربة بكثرة والذي تقلص بسبب العمل بالمواعيد الذي سنعود له في موضوع خاص.

تجدر الإشارة إلى أن الشاب المغربي الذي عثر عليه ميتا تحت قنطرة في مقتبل العمر ، قد تم العثور على شكايات فيها تهديدات بالقتل، من بين ما تم العثور عليه بالمكان الذي يتخذه مقرا للنوم ليلا، مما يطرح أكثر من علامة إستفهام حول أسباب الوفاة، وإن كان تقرير الشرطة الجهوية الكتلانية ” موسوس دي اسكوادرا” حسب مصادر مقربة تشير إلى أن الوفاة كانت بسبب التناول المفرط للممنوعات.

التخلي على تحمل المسؤولية في تسهيل نقل جثة مغربي توفي في ظروف جد إنسانية حرجة تساؤل وزير الخارجية السيد بوريطة في تعيين مسؤولين لا تتوفر فيه الحد الأدنى من الكفاءة الإدارية والدبلوماسية التي تستطيع مواجهة كل الأحداث والمستجدات الطارئة بإجتهادات آنية وواقعية، وليس بتعيين مسؤولين تغلق عليهم مكاتبهم بالمفاتيح من طرف الكتابة الخاصة، وتقديم تبريرات كاذبة لمن يرغب في ملاقاتهم، إما بأن سعادته في إجتماع بالداخل أو بالخارج.

 

ملاحظة: الصورة كانت لأول حوار لكتالونيا24/7 أنذاك مع القنصل العام.

 

اترك تعليقا