عندما تصبح الهجرة السرية في اليوتوب مصدرا للتسول والاسترزاق ومادة دسمة للفيديوهات الرخيصة.

الحسين فاتش.

  الناس ليست كلها على القدر الكبير من الغباء والجهل كما يعتقد ذلك البعض من اشباه “اليوتوبرز ” و”انفلوينسرات” ابناء جلدتنا الذين ينسبون انفسهم لمغاربة اسبانيا

    اللاهثون خلف المتاجرة ببؤس “الحراكا”وخلف تحقيق الكسب المادى السهل والسريع على حساب معاناة هؤلاء .

 للأسف نحن مهاجروا اسبانيا تكاد تسري علينا مقولة ريمي دو غورمون «استفاد الإنسان من ذكائه باختراع الغباء» ..فنحن لا

لااسهامات لذكاء عقولنا فيما يمكن ان يعلي من شأننا وسط مجتمع استقبالنا اللهم ماكان من عرض عضلاتنا التى تهاوت اسهمها ولم عليها الاقبال ، لذلك اما نتعاطى لتداول الخطاب العاطفي إرضاء للذات المهزومة، والتعويض عن مركب النقص الذى نعانيه.

وكثيرون منا ممن فشلوا في انجاح مشروع هجرتهم فاصبحت الحاجة تدفعهم باش “يموفيو على راسهوم” و اي “كتحفا ليه النقشة” كما يقال الا و اصبح يرى ان اعظم ريع استثماري

  يمكنه حصاده يكمن في الاستثمار في استغفال واستغباء بنى جلدته الحالمين بالهجرة الى مايعتقدونه خطأ “الفردوس” الاسبانى رغم ان كل شيئ في الواقع يقر بعكس ذلك … معظم من دخلوا “جوطية ” الافتاء في الهجرة بواسطة الفيديوهات يقدمون انفسهم كخبراء وذوو باع طويل والمام واسع بخبايا ولابيرينتات عالم “الحريك” او الهجرة السرية ، لدرجة ان البعض ينسب لنفسه حيازة شواهد اكاديمية في هذا المضمار !!! جميعهم يتنافسون في تقديم ماجد في تقنيات الالتفاف على اجهزة الرصد والمراقبة و في عرض و تسويق “خبراتهم ومداركهم ” في فيديوهات بواجهات براقة وعناوين غليظة مثيرة معظم محتوياتها ممل ومخادع يعج في كثير من الاحيان بالمعلومات المغلوطة التى يراد من اقحامها وتكرارها تحقيق الربح المادى الغير المنطقى ليس الا؛ لذلك يبحث اصحابها على مشترين اغبياء .

المضحك المبكى في درجة الغباء التى تستشف من بعض محتويات الفيديوهات الرائجة باليوتوب ان من شأن ترجمتها الى اللغة الاسبانية يمكن ان يجعل السلطات الامنية العاملة في مجال مكافحة جرائم الاتجار بالبشر تهتدي من خلال استغلالها الى اغناء وتقوية بروتوكول مكافحة تهريب المهاجرين عن طريق البر والبحر بل سيكون لتلك المحتويات فضل كبير في ازاحة السرية عن العديد من الجوانب المظلمة في الاساليب المتبعة من قبل مافيات الاتجار بالبشر لجلب المهاجرين السريين واخفائهم عن اعين اليات الرصد و المراقبة ..

مشاهدة هذه العينة من الفيديوهات تحيلنى تلقائيا على مقولة “بغا يطبو اعماه”! كما تذكرنى بعنوان يقطر كوميديا سوداء : “اراد ان يرشده فأضله” الحالة “الكوميك” التى تختزنها ذاكرة جيلنا نحن ابناء الستينيات والسبعينيات

 اوردها معلم الاجيال احمد بوكماخ ضمن سلسلته الخالدة “اقرأ “.

اترك تعليقا