كتالونيا24 .
أعربت مؤسسة ابن بطوطة في بيان رسمي عن إدانتها الشديدة للأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة توري باتشيكو بإقليم مورسيا، والتي اعتبرتها تعبيرًا واضحًا عن تصاعد الإسلاموفوبيا وكراهية الأجانب. ووصفت المؤسسة هذه الاعتداءات بأنها لا تستهدف أفرادًا أو أماكن بعينها فحسب، بل تطال أسس المجتمع الديمقراطي نفسه، وعلى رأسها قيم الاحترام والتعايش والتنوع.
وجاء في البيان أن المؤسسة تشعر بقلق بالغ إزاء المناخ المتزايد من الكراهية والتحريض ضد المهاجرين، ولا سيما ضد أفراد الجالية المغربية، التي لها حضور فاعل ومساهمات ملموسة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة مورسيا منذ أكثر من ثلاثين عامًا.
ودعت المؤسسة السلطات الإسبانية إلى توفير حماية شاملة وواضحة للمهاجرين، وخاصة المغاربة الذين أصبحوا هدفًا لحملات التحريض من قبل تيارات اليمين المتطرف، مطالبة بتدخل عاجل وفعّال على الأرض، وكشف تفاصيل الاعتداءات، خصوصًا ما يتعلق بالهجوم على شخص مسن، وتحديد هوية الجناة وتقديمهم للعدالة.
كما شدد البيان على ضرورة رفض تعميم المسؤولية الجماعية، مشيرًا إلى أن تحميل مجتمع بأكمله مسؤولية أفعال فردية لا يؤدي سوى إلى تمزيق النسيج الاجتماعي وزرع الخوف والانقسام.
وأكدت المؤسسة أن الأمن حق للجميع، لكن لا يجوز تحقيقه عبر التمييز والتجريم الجماعي، مشيرة إلى أن المغاربة المقيمين في “توري باتشيكو” وفي مختلف أنحاء إسبانيا هم أسر، طلاب، عمال ومبادرون، يعيشون في كنف المجتمع الإسباني ويساهمون فيه، ويستحقون نفس الاحترام والحماية التي يتمتع بها باقي المواطنين.
وفي ختام بيانها، جددت مؤسسة ابن بطوطة التزامها الراسخ بالدفاع عن قيم العيش المشترك، والحوار، وسيادة القانون، داعية المجتمع المدني ووسائل الإعلام والمؤسسات الرسمية إلى التصدي بمسؤولية وهدوء وحزم لخطابات الكراهية والتحريض.
وختمت بالقول “إسبانيا المتعددة، الديمقراطية، والمتضامنة، لن تخضع للكراهية ولا لمن يسعون لزرع الفتنة بين مكوناتها. وحدها الوحدة والكرامة والعدالة كفيلة بحماية ما نعتز به: التعايش”.